الجمعة، 6 فبراير 2009

نظرة


تابعت ككل الشعب العربي ما جرى في غزة من مذابح وحشية وهالني هذا الكم المخيف من الدماء والأشلاء الذي خلفته ألآت الإرهاب الإسرائيلية ,ورغم أن مشاهد الدماء والأشلاء العربية ليست بجديدة على إلا إني رأيت هذه المرة صورة زلزلت أعماقي .....الصورة كانت لشهيدة فلسطينية في ريعان الشباب ترقد بين الحطام والدماء ورأيت في عينيها اللاتي فارقهن بريق الحياة نظرة اتهام واضحة وصريحة لي .....كأنها تقول لي أنت السبب في ضياع حياتي بهذه الطريقة المهينة .... صمتك من جرأهم على عجزك وضعفك من سمح لهم بفعل هذا ,واقف أنا عاجزا عن الكلام لتعاود عيناها السؤال .... أين كنت أنت وكل شباب أمتي وأنا أتضور جوعا تحت الحصار ؟ أين كنت وزبانية بني صهيون يحطمون كل ما هو جميل في حياتي ويحيلوا أرضنا إلى وادِ من جحيم ؟ الم يأمركم ديننا بالدفاع عنا ؟ الم تستحثكم النخوة والشهامة العربية للدفاع عني ولو لمرة واحد ة تحفظون بها ماء وجوهكم ؟ إلا تغارون على عرضي الذي هو عرضكم ...... للأسف كنت أنت وشباب امتنا الغراء غارقين في الاحتفال بأعياد رأس السنة في ذات الوقت الذي كانت فيه دمائي تنساب لتروى ارض بلادي الصامدة ,ولكن لماذا لا تملئوا كئوسكم من دمي وتشربوا نخب سنتكم الجديدة فما أظن أن بقية من حياء أو رجولة ما زالت تسكنكم ,كل هذا شعرت به في لحظة ..... لحظة واحدة عانقت فيها عيناي عينا تلك الزهرة الشابة أدركت بعدها أننا لا نستحق الحياة التي منُحت لنا ما دمنا غير قادرين على الذود عن نسائنا وأرضنا وكرامتنا فالموت إذا أجدر بنا ... ولكن مهلاً فقد مات الكثير من الرجال وهم يدافعوا عن القيم الخالدة التي امنوا بها.... عن الحق عن الحرية عن العدل ,فبماذا أمنت أنا كي أموت مثلما ماتوا هم ,لأول مرة في حياتي اشعر كم أنا عديم القيمة وأنا أقف مكتوف الأيدي اخرس... عاجز حتى عن إجابة نظرة تلك الشهيدة ولو بكلمة واحدة اثبت بها لنفسي أنني مازلت أنسانا وإنني مازلت حيا .