الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

اريد شمعا وحنانا

انا المصري الوحيد تقريبا الذي فرح بموضوع انقطاع الكهرباء هذا ... لا تتسرع وتظن اني اكبر مستوردي الشمع في مصر ,لا يا صديقي لقد عانيت مثلما عاني كل المصريين من توقف الحياة بسبب الانقطاع المفأجي للكهرباء فلا مراوح ولا اجهزة تكييف ولا كمبيوتر ولا حتي مياه باردة في هذا الحر والصيام بسبب توقف الثلاجات والمبردات ورفعت يدي - مثل كل المصرييا ايضا - بالدعاء ع اللي كان السبب .... المهم لماذا افرح رغم كل هذا ... السبب بسيط جدا منذ سنوات قلائل انتج التلفزيون الحكومي سلسلة افلام دعائية قصيرة  بعنوان " بلدنا بتتقدم بينا " ترصد انتجازات العصر المبارك الذي نعيشه وكيف كنا نعيش حياة الهمج قبل ان يمن الله علينا بمبعوث الرحمة وقائد المش عارف ايه ومفجر ثورة ايه الذي جعلنا نعيش كما البشر وكما يعيش السادة في مانهاتن ...ركزت هذه الافلام علي التطور الذي لحق بالنية التحتية في مصر ومنها فيلم عن شبكات الكهرباء والطاقة والذي لن تجرؤ الحكومة المصرية علي اذاعته مرة اخري بعد الازمة الاخيرة التي فضحت موضوع البنية التحتيه العظيمة التي انجزتها الحكومة الرشيدة فالازمة تفضح عصرا باكلمه وتكشف حقيقة انجازاته التي لا تزيد عن لمسات مهندس ديكور لاخفاء بلد تنهار ويا ليته كان مهندس ماهر بل هو مجرد عامل طلاء وعامل فاشل ايضا ... لذلك فرحت بعد تهاوي اكذوبة البنية التحتيه والتي لن يصدقها كل من يعيش علي هذا الارض ويسير علي شبكة الطرقات المنهارة وويتعامل مع شبكات الصرف الغير موجودة وشبكات نقل المياة الملوثة اللهم الا كنت من سكان مارينا فعندها لك الحق ان تصدق ان " بلدنا بتتقدم بيا " وان " الحزب الوطني في مصلحتك " ولا مانع كذلك ان تصدق انهم يسهرون الليالي الطويلة " من اجلك انت .
ليالي مظلمة عشناها في تحت رعاية حكومة الحزب الوطني والتي القت اللوم - كالعادة - علي المواطن فهو سبب كل البلاوي والكوارث التي تحدث والتي ستحدث في مصر وانقطاع الكهرباء بسبب زيادة الاحمال واجهزة التكييف ... طب يا غجر الخبراء  ومستشاري السيد الوزير الذين ينهلون من خزائن الدولة ملايين الجنيهات شهريا الم يكن دورهم توقع زيادة الاحمال والاستعداد لها ... الم يكن من دورهم الاعداد لخطة طورائ لمثل هذه الحالات .... لكن لما نتحدث عن الاستعداد طالما المواطن ابن الـــــــــــــــ   هو السبب في كل شئ وهو الجاهز لدفع فاتوة اي شئ .... لن اتحدث عن الخسائر المليونية التي اصابت اصحاب المصانع والمحال التجاريه التي تعتمد علي الكهرباء بشكل اساسي مثل مقاهي الانترنت وغيرها ... ولكني اتحدث عن حياة المواطن البسيط التي توقفت تماما واصبحت جحيما بسبب الحر واصبح يقضي لياليه في ظلام دامس وفزع وفقدان لابسط حقوقه وهي الطمأنينه ولا يملك سوي الدعاء علي الحكومة والدعاء بان (يحنن) الله قلبها علينا  والنزول لاقرب بقال لشراء شمع لزوم الليالي السوداء , اما انا فلم اعد املك سوي رفع يدي بالتحية كلما رايت احد بهوات النظام صائحا .... اريد شمعا وحنانا يا بيه .  

هناك تعليق واحد:

  1. بجد الله يديك العافية يا حودة بجد مقال راع جداااا (المشكلة يا محمود ان نور الشوارع فى الليل مطفى والنهار شغال وزى الفل شكلنا كدة دال على منعطف تاريخى ونقلب نهارنا ليل وليلنا نهار

    ردحذف