طول ايام الثورة لم استغرب دفاع عدد ليس بالقليل من المصريين البسطاء عن الرئيس المخلوع مبارك فقد قرات من فترة طويلة نسبيا عن متلازمة استوكهولم وادركت منذ اللحظة الاولي انها وصف عبقري لحالة الشعب المصري ما قبل 25 يناير وشعار ( الوحش اللي تعرفه احسن من الكويس اللي متعرفوش ) ولكن للامانة ما فاجاني هو شباب 25 يناير انفسهم كيف افلتوا من المنظومة الجهنمية للاعلام المضلل والتعليم الفاسد والفقر والبطالة والظروف الاجتماعية بالغة السوء التي صنعها لهم النظام القمعي ليضمن استمراراه وبقاءه ولكن شبابنا صنعوا هذه المعجزة التي سيتحدث عنها التاريخ طويلا والتي احيت ليست مصر فقط ولكن دولا عديدة اخري وواثق اننا سنري زلزالا قويا يهز الوطن العربي من اقصاه الي اقصاه قريبا .
كيف افلتوا من متلازمة استوكهولم المشئومة ولنتحدث عنها بمزيد من التفصيل فهي حسب تعريف الوكيبيديا " مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف .
أطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين Kreditbanken هناك في عام 1973، و اتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، و قاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم"
(الريس دا حارب علشانا في اكتوبر ... دا حمي البلد من حروب كتير ... دا راجل كبير وميصحش نعمل فيه كده دي مش اخلاقنا ) كلما كنت اسمع واحدة من تلك العبارات كنت اتذكر علي الفور المقال العبقري لد.علاء الاسواني ( هل اصيب المصريون بمرض استوكهولم ؟) ولا عجب فيما يقوله الاسواني فالشعوب والجماعات تمرض ايضا وقد شفي المصريون (او علي الاقل بعضهم) من المرض حينما شخصوا مرضهم تشخيصا صحيحا وعرفوا ان لهم عدوا واحد هو مبارك وتركوا معارك طواحين الهواء التي كان النظام يدفعهم لها مع اعداء يصنعهم هو كوزير سيئ السمعة او حكومة فاشلة يضيع جهد الشعب وتستنزف قدراته في معركة تغير الحكومة دون ان يفكر احد في ازاحة من عين الحكومة اصلا الي ان جاء زلزال 25 يناير لينصب غضب المصريين علي عدوهم الحقيقي ليخلعوه من السلطة في اروع لحظة حظي بها كل احرار هذا البلد ولكن هذا لا يعني ان المصريين قد شفوا من امراضهم وعاهاتهم فما حدث في 25 يناير هو مجرد بداية او لبنة سنستخدمها كحجر زاوية في علاج هذا المجتمع من الامراض التي لحقته طوال سنوات القمع المنصرمة والا فان ما فعلناه هو ازاحة طاغية سابق لنعطي الشعب فرصة ليصنع بيديه طاغية جديد فالضحية اشتاقت لجلاد جديد فهي لم تتعود ابدا طعم الحرية والكرامة .
فديو جميل عن متلازمة استوكهولم
0 التعليقات:
إرسال تعليق