الجمعة، 15 أبريل 2011

قري الوهم بكفر الشيخ

حقا تاخرت في الكتابة عن هذا الموضوع اخذتني الحياة فنسيت ان اكتب عن تلك الجريمة التي رايتها بعيني ورصدتها بعدستي انا وزملائي في محاظة كفر الشيخ بالقرب من الطريق الدولي والان حان الوقت لنتحدث بمزيد من التفصيل عن احد اوهام مبارك التي باعها لنا لسنوات طوال .
" الرئيس مبارك يفتتح قري جديدة في الصحراء ويوزع عقود تميليك الاراضي والوحدات السكنية علي شباب الخريجين " كانت هذه احد الاخبار التي تطالعك بشكل دوري في صدارة الصفحة الاولي لجريدة الاهرام مع صورة كبيرة للرئيس المخلوع مبارك وهو يخطب في في مجموعة من المسئولين والمواطنين الذين احتشدوا للاحتفال بهذا الحدث الجلل ولكن ما هي حقيقية مشروعات مبارك المزعومة لتشغيل الشباب وهل اهتم احد بعد انصراف مبارك بمتابعة المشروع والاطمئنان علي الشباب الذين تركوا اهلهم ومحافظاتهم واختاروا العيش في صحراء قاحلة طلبا للقمة العيش ؟؟؟ القري الجديدة علي الطريق الدولي بمحافظة كفر الشيخ هي خير اجابة علي هذا السؤال فكل متر في هذا الارض هو دليل ادانة ضد النظام الفاسد لقد تم صرف ملايين الجنيهات علي مشروعات وهمية محكوم عليها بالموت مسبقا .

الصورة التي ترونها هي اول مشهد طالعنا بعد دخولنا لاحد تلك القري .... هل تحتاج الصورة لشرح او تعليق ؟؟ هي قرية اشباح بالمعني الحرفي للكلمة هجرها سكانها بعد ان فقدوا هنا اموالهم وشهورا طويلة من اعمارهم بحثنا طويلا حتي وجدنا بعض الشباب القاطنين هنا وعندما سالنهم عن سبب عملية الهجرة الجماعية التي حدثت لهذا القرية اخبرونا ان الشباب هجروا مساكنهم بعد ان فشلوا في زراعة الاراضي المستصلحة التي استلموها مع هذه المساكن واخبرنا مرافقنا د. صلاح سليمان نائب مدير مكتبة الاسكندرية ان المشروع تم بلا اي تخطيط او مراعاة لابسط القواعد العلمية فتلك الارض التي تم تمليكها للشباب قريبة جدا من البحر وكان من الطبيعي ان ترتفع نسبة الملوحة بها فلا تصلح للزراعة قبل 5 سنوات من المعالجة والتي لا يستطيع شاب في مقتبل العمر تحمل تكاليفها.
الاقفال الحديدة الصدئة تغلق ابواب معظم الوحدات السكنية
النتيجة كانت ان المشروع / القرية اصبح خالي تماما من اصحابه الاصليين والذين عادوا الي محافظاتهم بخفي حنين بعد ان تعفنت بذورهم في التربة بمجرد زرعها بسبب الملوحة واستعمر بعض الاهالي من القري والمدن القريبة مناطق من تلك القرية بعد ان باعها اصحابها باسعار بخثة وفروا هاربين من هذا الجحيم فبالاضافة لكل ما سبق كانت القري الجديدة محرومة من الخدمات رغم وجود مدرسة هي مظهر الحضارة الوحيد بالقرية ومحطة تحلية مياة الا ان السكان يشكون من ردائة المياة المقدمة لهم .
وسائل المواصلات الفاخرة علي الطريق الرئيسي للقرية


 شكل اللافتة اكبر دليل علي وهمية الخدمة التي تعلن عنها
الترعة التي تمد القرية بالمياة و توجد  محطة تحلية صغيرة تخدم مجموعة من القري

واستغل بعض السكان الجدد غياب الراقابة وبيئة الفساد فقاموا بضم عدد من الوحدات السكنية وهدمها واعادة بنائها بانماط هندسية مختلفة تماما عن باقي القرية مخالفين بذلك قواعد البناء هناك .


كان هذا عرضا سريعا لاحد جرائم اهدار المال العام التي قام بها النظام الفاسد وما تزال الجريمة مستمرة.....
مرحلة جديدة من المشروع مازال العمل جاريا بها
______________________________________________________
اتقدم بالشكر لمؤسسة فريدرش ناومان من اجل الحرية بالقاهرة  ومكتبة الاسكندرية ومشروع مدونون ضد التغير المناخي علي رعايتهم لهذه الزيارة الميدانية .

0 التعليقات:

إرسال تعليق