الأربعاء، 18 مايو 2011

بيان رقم واحد

الإخوة المواطنون 
إن سياسية المصارحة والشفافية التي كانت عنوانا لعلاقتي بكم طوال سنوات حكمي تفرض علينا في الظروف الراهنة أن نراجع معا ما حدث في أحداث الشغب التي طالت استقرار الوطن وتسببت في بث الرعب في قلوب المصريين البسطاء مستغلة مناخ الحرية والديمقراطية التي نعيشها الآن حيث قامت بعض الفئات الضالة من مثيري الشغب والمخربين مدفوعين بتوجيهات خارجية ومدعومين من قوي غير مصرية لا ترجو لهذا الوطن إلا الفوضى قاموا بدفع مجموعات من الشباب قليل الخبرة للتظاهر والتخريب والاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة وتكدير الأمن العام للبلاد وعندما حاول رجال الأمن حراس مصر الشرفاء فرض القانون تصدي لهم هؤلاء المخربون وقاموا بالاعتداء عليهم بكل خسة ونذالة في حين اتبعت قوات الشرطة التعليمات الصادرة لها بالتزام ضبط النفس قدر الإمكان  ولكن مع إصرار هذه العناصر علي ترويع الآمنين وانتهاك القانون كان لابد للتصدي لهم ونتج عن ذلك الإحداث المؤسفة التي شهدتها ميادين وشوارع مصر يوم الثامن والعشرين من يناير وأسفر ذلك عن سقوط شهداء ومصابين بين رجال الأمن وبعض المواطنين الذين نزلوا إلي الشوارع للدفاع عن وطنهم ضد هذه القلة المخربة .
إن التزامي أمامكم بتحقيق امن ورخاء هذا الوطن هو ما لا يمكن أن أحيد عنه يوما واجهنا معا العديد من التحديات وعشنا أياما صعبة انتصرنا معا حينما كتبت علينا الحرب وحررنا أرضنا الغالية ومعا عبرنا لمرحلة البناء والتشييد في ظل السلام الذي ننعم به جميعا قابلتنا عقبات عدة لاكننا اجتزناها معا قطعنا يد الإرهاب الأسود والذي كاد يعصف بنا يوما ولكننا انتصرنا عليه واليوم عادت نذر الفوضى تطل برأسها مجدد فكان لابد من وقفة حازمة لحماية امن واستقرار المواطن الذي أضعه دائما علي قمة أولوياتي ولقد كلفت الحكومة بالقيام بتحقيق عاجل فيما حدث في إطار التزامنا التام بالقانون والدستور لينعم كل مصري بثمار التنمية التي ننعم بها  والتي حاولت قلة مندسة أن تدمر ما حققناه معا من انجازات طوال السنوات السابقة وتعيدنا عشرات السنوات إلي الخلف  .
الإخوة والأخوات لقد وصلتني مناشدات من بعض الشباب المقبوض عليهم  متضمنة اعتذار منهم عما ألحقوه بي وبأهل بيتي من إهانات وافتراءات كاذبة وأقول لهم بكل صدق لقد سامحتكم يا أبنائي فحتى لو دفعتكم قوي معادية للوطن علي أن تفعلوا ما فعلتم فانتم في النهاية من شباب مصر الذي نفخر ونعتز بهم جميعا ولكن ما لا استطيع أن أسامح فيه هو حق هذا الشعب العظيم الذي عبثتم قاصدين أو مخدوعين بأمنه واستقراره وان سامحكم الشعب فكيف سيسامحكم دم الشهداء من رجال الشرطة والأمن المركزي الذين قضوا حتفهم علي أيدي البلطجية المخربين أيام 25 و26 و27 و28 يناير  أن أموال العالم بكامله لا تعوض أما فقدت ابنها أو طفلا فقد أباه أو زوجتة فقدت زوجها وأي شيء يعوض المواطن المصري البسيط عن إحساسه بالأمان الذي فتقده طوال تلك الأيام العصيبة.
الإخوة والأخوات إن حرصنا علي هذا الوطن والمسئولية التي حملناها علي عاتقنا تجربنا علي التصدي بكل حزم لكل شخص يريد بهذا الوطن سوء أو يكدر حياة المواطنين الشرفاء ومن منطلق هذا الحرص فقد اتخذتا قرارا بتحويل جميع المقبوض عليهم إلي محاكمات عسكرية عاجلة بتهمة الإضرار بسلامة الوطن والقيام بأعمال بلطجة وعنف وقتل الشهداء من رجال الشرطة والأمن المركزي وترويع المواطنين وتخريب الممتلكات العامة والخاصة .
وفي نهاية حديثي أتوجه بالشكر لجهاز الشرطة ورجاله الشرفاء وعلي رأسهم اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية لدورهم العظيم في وئد هذا الفتنة وإعادة الأمن إلي الشارع والقضاء علي مثيري الشغب والمخربين وقد أمرت بتشكيل لجنة خاصة لإطلاق أسماء شهداء الشرطة علي عدد من الشوارع والميادين تخليدا لذكراهم العطرة فبفضلهم ننعم ألان بالاستقرار وندعو الله أن يوفقنا دائما لما فيه صالح هذا الوطن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سيداتي وسادتي نقلنا لكم نص البيان الذي ألقاه السيد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية منذ قليل تعليقا علي الأحداث المؤسفة التي شهدتها عدد من المدن المصرية منذ عدة أيام وردا علي دعوات الاعتذار التي أطلقها بعض الكتاب وبعض أهالي المقبوض عليهم في الآونة الأخيرة طالبين من سيادته العفو عن مثيري الشغب والمخربين  .

0 التعليقات:

إرسال تعليق