الأربعاء، 13 فبراير 2013

الشارع لنا

يا شعب ياللي دفع تمن الشوارع دم
احفظ أسامي اللي ماتوا في الشوارع صم
تميم ألبرغوثي
تناقلت وسائل الإعلام منذ أيام تفاصيل قانون تنظيم التظاهر الجديد الذي أعدته وزارة العدل في الحكومة القنديلية  وتنتوي طرحه علي مجلس الشورى لإقراره  ... القانون يعد مهزلة متكاملة الأركان لن نتحدث عنه كثيرا ويمكنك بسهولة الرجوع له فقط سنتحدث عن مادة واحدة هي المادة السادسة عشر والتي تنص علي "يحظر علي المتظاهرين الآتي : ..... و الكتابة أو الرسم بالألوان أو الطباشير أو بأية مادة أخرى على الممتلكات العامة أو الخاصة " نعم أنت لم تخطئ قراءة العبارة إنها تجريم صريح لرسوم الجرافيتي التي تزين شوارع المحروسة فالنظام الإخواني الذي يدعي ليل نهار الثورة ويتشدق بالانحياز للشهداء يريد إزالة صورهم من علي جدران الحوائط حفاظا علي المنظر الجمالي لشوارعنا التي يشوهها الثوار بمثل هذه الرسومات !!!
حقيقتا لا ادري لماذا يصر هذا النظام الفاشي الفاشل علي الانحدار إلي هذه الدرجة ؟ يرسم المناوئون لحكمهم شعارات معارضه لهم علي الجدران فيجرمون الرسم علي الجدران بقوة القانون ... يقتلون فن الثورة الذي حول كل شوارعنا إلي متاحف ثورية مفتوحة أبهرتنا قبل أن تبهر العالم اجمع والذي أيقن الآن بأننا فعلا أحفاد الفراعنة الذين نقشوا حضارة كاملة علي الجدران ثم يأتي هذا الرئيس الآن بأهله وعشيرته متوهما قدرته علي وئد فن الجرافيتي للحفاظ علي نظافة الجدران ولكن صورته الميمونة التي لصقوها علي كل جدار في مصر تقريبا أيام الانتخابات الرئاسية فلا تشوه الجدران وإعلانات مراكز الدروس الخصوصية واللافتات الدعائية التي تغطي كل شبر في حوائط مصر لا تشوه جمال الجدران .
سؤال للسيد الرئيس : هل تتوقع يا جنابه انك أن جنحت أنت ومجلس شورتك المبارك وحكومتك القنديلية  في إصدار هذه القانون انه سيطبق علي ارض الواقع ؟ الحقيقة التي يراها الأعمى الآن , إن هذا الشعب الذي داس الطاغية مبارك وزبانيته ودستوره ومنظومته القانونية بأقدامه سيدوس أيضا قانون مرسي وأهله وعشيرته بالأقدام ولكم في شعب السويس وبورسعيد والإسماعيلية خير مثال حين نزلوا إلي الشوارع للاحتفال بحظر التجول الذي فرضه عليهم الرئيس المبارك وله نقول أن هذا القانون لا يمكن قراءته إلا كمحاولة لوئد الثورة والقضاء علي كل صوت حر في هذا الوطن فرسومات الجرافيتي الرائعة تمثل تهديدا علي مشروعهم الشيطاني لتزييف وعي الشعب فالجدران لا تنسي الدم وان نسينا نحن تظل جداريات الثورة تبعث برسائلها الممتدة التي تشعل فينا نار الغضب من جديد لنطالب بالقصاص لمن ماتوا وحتى لا ينسي هذا الشعب يوما من ضحوا بأرواحهم كي ننعم بالسير في الشوارع بأمان لا نخاف نظام قمعي أو جهاز شرطة يمارس الإرهاب الممنهج علي المواطنين ثم يأتي الآن هذا النظام متشبعا بفكر سلفه ويرث عنه غطرسته وغروره يريد أن يزيل ذاكرة الشعب ويزيف وعيه متوهما أننا سنسمح لهم بذلك ولكننا قابضون علي جمر ثورتنا فليصدروا قوانين ودساتير كما يشاءون  وليجرموا التظاهر والإضراب والجرافيتي  فثورتنا لن تموت الشارع لنا والجدران لنا
نشرة هذه التدوينة بجريدة البداية