الثورة مش حكر
لا ملكك ولا ملكي
ملك اللي يومها سند صدره علي السونكي
واللي الرصاصة شالت عينه ولم يبكي .
عبدالرحمن الابنودي
أحبطني كثيرا ما لمسته في كتابات بعض الكتاب المحترمين في تحليلهم للأحداث الأخيرة من اتهام لهذا الجيل الذي اشرف بالانتماء إليه بإدمان الاحتجاج وإدمان الثورة ضد أي شيء وأي شخص في السلطة وتمادوا في وصف خطورة هذا الجيل علي الوطن والسلم الاجتماعي ولولا أني اعرف تاريخ هؤلاء الكتاب جيدا وأنهم يكتبون من منابر إعلامية مشهود لها بالنزاهة لحسبتهم قد انضموا إلي دوقة الكتاب إياها التي أدمنت الانبطاح لأي سلطة كانت ثم انتبهت إلي أن والدي وأصدقاءه لهم نفس الفكر تقريبا إذن هي ليست أراء فردية بل هي نظرة جيل كامل نشأ وترعرع في أحضان الأنظمة القمعية التي توالت علي حكم مصر لهذا الجيل الذي أشعل هذه الثورة , صحيح أن بعضهم نزل بالفعل وشاكت في المسيرات التي جابت شوارع المحروسة طوال الثمانية عشر يوما الأولي للثورة والبعض الآخر اكتفي بالتفاؤل الحذر والدعاء ورغم ذلك لا يستطيعون فهم تصرفات هذا الجيل أو يفهمونها علي أنها ( قلة أدب وقلت تربية ) ولهم أقول : إننا حين نزلنا إلي الشوارع والميادين يوم 25 يناير غيرنا النظام السابق وتغيرنا معه...جيلنا دليل دامغ علي أن التغيير تجربة تبادلية أنت حين تغير شيئا ما في واقعك فان شيئا يتغير فيك أنت بالمقابل ونحن غيرنا نظام فاسد فاجر كتم علي أنفاسنا سنين طوال وأصبحنا جميعا جيل ولد من جديد يوم 25 يناير من كان منا يرضي بأنصاف الحلول أصبح يرفضها الآن ... ومن كان يفرح حين يحصل علي جزء من حقه لن يرضي اليوم إلا بحقه كاملا غير منتقص لا تهاون أو تخاذل بعد اليوم .. كل من شارك في هذه الثورة من الشباب يدرك جيدا ما أتحدث عنه ويؤمن مثلما أؤمن انه لا مساومة علي حقوقنا بعد اليوم ربما لأننا شعرنا بفداحة الثمن الذي دفعناه في هذه الثورة فالجيل الذي يوجه إلينا اليوم سهام النقد والتجريح لم ير الأهوال التي رأيناها في محمد محمود لم يجمع أشلاء أصدقاءه الملتصقة باسفلت الشارع ولم يلفظ رفاقهم أنفاسهم الأخيرة أمام أعينهم وهم يوصوهم بإكمال هذه الثورة للنهاية ,فكيف تطالبوننا اليوم بان نهدأ ونصبر ؟؟ أنصبر مثلما صبرتم انتم علي الطاغية وزبانيته ثلاثين عاما أخري ؟؟ إجابتنا هي : لا وألف لا ... انتم آباءنا ولكم منا كل الاحترام والتقدير ولكن ثورتنا ودونها الموت ثورتنا ستكتمل الآن وليس غدا وسنحصل علي حقوقنا كاملة لن نطلبها بل سننتزعها من كل من تسول له نفسه استعباد هذا الشعب من جديد .... لقد قتلوا أصدقاءنا وطمسوا نور أعيننا وتركوا لنا مصابين وعجزة واتهمونا بالعمالة لكل دول العالم تقريبا إلا مصر وصورونا علي أننا منحلين وفسقه وأخرجونا من الدين فماذا بقي لنا في رأيكم كي نخشى أن نفقده؟ لقد دفعنا الثمن مقدما أيها السادة دم وعرق فلماذا لا نطالب بثورة كاملة ووطن جديد لا نهان فيه ثمنا لما دفعناه ؟؟
أجد ما نطلبه عادلا هو مطلب واضح وبسيط حقوقنا الآن وليس غدا حقوقنا كاملة غير منقوصة أي شيء دون ذلك لن نكف عن التظاهر والغضب والتمرد ولن ينجح كائنا من كان في أن يكمم أفواهنا إلا بان ترسلونا إلي نفس المكان الذي سبقنا إليه جيكا والحسيني أبو ضيف والشيخ عماد عفت ومينا دانيال وسالي زهران .
نشر هذا المقال بموقع جريدة الشروق وموقع جريدة البداية
لا ملكك ولا ملكي
ملك اللي يومها سند صدره علي السونكي
واللي الرصاصة شالت عينه ولم يبكي .
عبدالرحمن الابنودي
أحبطني كثيرا ما لمسته في كتابات بعض الكتاب المحترمين في تحليلهم للأحداث الأخيرة من اتهام لهذا الجيل الذي اشرف بالانتماء إليه بإدمان الاحتجاج وإدمان الثورة ضد أي شيء وأي شخص في السلطة وتمادوا في وصف خطورة هذا الجيل علي الوطن والسلم الاجتماعي ولولا أني اعرف تاريخ هؤلاء الكتاب جيدا وأنهم يكتبون من منابر إعلامية مشهود لها بالنزاهة لحسبتهم قد انضموا إلي دوقة الكتاب إياها التي أدمنت الانبطاح لأي سلطة كانت ثم انتبهت إلي أن والدي وأصدقاءه لهم نفس الفكر تقريبا إذن هي ليست أراء فردية بل هي نظرة جيل كامل نشأ وترعرع في أحضان الأنظمة القمعية التي توالت علي حكم مصر لهذا الجيل الذي أشعل هذه الثورة , صحيح أن بعضهم نزل بالفعل وشاكت في المسيرات التي جابت شوارع المحروسة طوال الثمانية عشر يوما الأولي للثورة والبعض الآخر اكتفي بالتفاؤل الحذر والدعاء ورغم ذلك لا يستطيعون فهم تصرفات هذا الجيل أو يفهمونها علي أنها ( قلة أدب وقلت تربية ) ولهم أقول : إننا حين نزلنا إلي الشوارع والميادين يوم 25 يناير غيرنا النظام السابق وتغيرنا معه...جيلنا دليل دامغ علي أن التغيير تجربة تبادلية أنت حين تغير شيئا ما في واقعك فان شيئا يتغير فيك أنت بالمقابل ونحن غيرنا نظام فاسد فاجر كتم علي أنفاسنا سنين طوال وأصبحنا جميعا جيل ولد من جديد يوم 25 يناير من كان منا يرضي بأنصاف الحلول أصبح يرفضها الآن ... ومن كان يفرح حين يحصل علي جزء من حقه لن يرضي اليوم إلا بحقه كاملا غير منتقص لا تهاون أو تخاذل بعد اليوم .. كل من شارك في هذه الثورة من الشباب يدرك جيدا ما أتحدث عنه ويؤمن مثلما أؤمن انه لا مساومة علي حقوقنا بعد اليوم ربما لأننا شعرنا بفداحة الثمن الذي دفعناه في هذه الثورة فالجيل الذي يوجه إلينا اليوم سهام النقد والتجريح لم ير الأهوال التي رأيناها في محمد محمود لم يجمع أشلاء أصدقاءه الملتصقة باسفلت الشارع ولم يلفظ رفاقهم أنفاسهم الأخيرة أمام أعينهم وهم يوصوهم بإكمال هذه الثورة للنهاية ,فكيف تطالبوننا اليوم بان نهدأ ونصبر ؟؟ أنصبر مثلما صبرتم انتم علي الطاغية وزبانيته ثلاثين عاما أخري ؟؟ إجابتنا هي : لا وألف لا ... انتم آباءنا ولكم منا كل الاحترام والتقدير ولكن ثورتنا ودونها الموت ثورتنا ستكتمل الآن وليس غدا وسنحصل علي حقوقنا كاملة لن نطلبها بل سننتزعها من كل من تسول له نفسه استعباد هذا الشعب من جديد .... لقد قتلوا أصدقاءنا وطمسوا نور أعيننا وتركوا لنا مصابين وعجزة واتهمونا بالعمالة لكل دول العالم تقريبا إلا مصر وصورونا علي أننا منحلين وفسقه وأخرجونا من الدين فماذا بقي لنا في رأيكم كي نخشى أن نفقده؟ لقد دفعنا الثمن مقدما أيها السادة دم وعرق فلماذا لا نطالب بثورة كاملة ووطن جديد لا نهان فيه ثمنا لما دفعناه ؟؟
أجد ما نطلبه عادلا هو مطلب واضح وبسيط حقوقنا الآن وليس غدا حقوقنا كاملة غير منقوصة أي شيء دون ذلك لن نكف عن التظاهر والغضب والتمرد ولن ينجح كائنا من كان في أن يكمم أفواهنا إلا بان ترسلونا إلي نفس المكان الذي سبقنا إليه جيكا والحسيني أبو ضيف والشيخ عماد عفت ومينا دانيال وسالي زهران .
نشر هذا المقال بموقع جريدة الشروق وموقع جريدة البداية
0 التعليقات:
إرسال تعليق