الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

فلنعترف لهم بالانتصار ولنا ...... بالوكسة


لطالما كنت اخشي علي مصر منهم ...... ولطالما توقعت ان تاثيرهم المتزايد سيبلغ حدا قادر علي ابتلاع كل الوسطية التي امتاز بها الشعب المصري علي طول تاريخة , وقد شكك الكثيرون في كلامي باعتبار انها مجرد زوبعة في فنجان وتمادي البعض فوصف ساخرا هولاء الفئة من الدعاة ب " دعاة الميكروباص " ولكن الان ادرك الجميع الخطر حين شاهدوا دعاة الميكروباص وقد تحولوا الي انبياء اخر الزمان المعصومين الذين لا يجوز نقدهم وكل م يفعل ذلك فهو كافر او ذنديق او علي افضل الاحوال فاسق.

قصة هذه التدوينة تبدء حين نشرت اليوم السابع مقالا للكاتب محمد الدسوقي رشدي بعنوان بعنوان : هل إسلام محمد حسان وأبوإسحاق الحوينى ويعقوب ومسعد أنور هو إسلام مكة والمدينة؟ ينتقد فيه دعاة السلفية في مصر وعلي راسهم ابو اسحاق الحويني ومحمد حسان ومحمد حسين يعقوب الدعاة الاشهر والاكثر سطوة في مصر الان , واحقاقا للحق فالرجل التزم الادب في نقده فكان المقال موضوعيا الي حد بعيد وانا شخصيا اتفق معه تماما , وبمجرد نشر المجال انهالت التعليقات علي الموقع الاليكتروني للجريدة والتي تجاوزت النص الف تعليق خلال ساعات قلائل ولك ان تتخيل كم الالفاظ النابية والاتهامات القذرة واتهامات الكفر والذندقة التي حاقت بالكاتب المسكين لمجرد انه تجرأ وانتقد السادة المعصومين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب والحيوني وسواهم من نجوم الدعوة السلفية في مصر مما دفع الكاتب لنشر مقالا اخر تحت عنوان : هل محمد حسان وأبوإسحاق الحوينى ويعقوب ومسعد أنور أنبياء لا يجوز نقدهم؟ , وبعد ان تابعت التعليقات علي المقال الاول ادركت حجم التأثير الذي بلغه هولاء المدعين علي عقول البسطاء من المصريين حتي اصبحت تسمع الان الفتاوي وقد اقترنت بأسمائهم وكانهم من كبار العلماء ولا يعرف المصري البسيط من اي نبع تلقي هذا الشيخ العلامة علومه ومن الذي اكسبه هذه الجرأة حتي ينتقد كبار علماء الازهر الشريف بل يتمادي هولاء الجهلاء فيكفرون بعضهم ويذندقون البعض الاخر والمصيبة ان العقول البسيطة لا قبل لها بالدرسة والتحليل فتكتفي باستلقاء دينها من مجموعة من الوهابين الجدد ليقدموا لنا اسلاما جديد علي الطريق السعودية .... اسلاما يرتدي النقاب ويحرم ثلاثة ارباع حياتنا ويعارض كبار ائمة الاسلام كالامام محمد عبده وسواه بل ويتهمهم بالضلال . كل ذا في ظل صمت مريب من السلط المصريه والتي كانت منذ اعوام قليلة تعتقل الناس بتهم اطلاق اللحية ولكنها الان اصبحت تسكت علي اقتحام هولاء اتلدعاة للمساجد والتفاف الناس حولهم بالالاف حتي تحولت خطبهم في المساجد الي اشياء تشبه المهرجانات الشعبية ولكن لما العجب وقد دأب هولاء الدعاة علي تأييد السلطة ونبذ الخروج علي ولي الامر بكل صوره حتي المظاهرات السلميه رفضوها فلماذا لا تتركهم السلطة ليمرحوا في عقول البسطاء ولتستفيد منهم كتيار ديني جديد في مواجهة تيار اسلام الاخوان المسلمين ذو الصبغة السياسية فتقدم للناس البديل في دين اسلامي علي الطريقة السعودية الذي يدين بالولاء والطاعة للحاكم مهما كان موقفه او موقف الشعب منه فقد طبيق رجال السلطة في مصر اللعبة السياسية القديمة التي طالما استخدمت في مصر من قبل ولكن بتغيرات جوهري او اقول عبقرية وهذه اللعبة تقول" اذا اردت القضاء علي اليساريين فاطلق يد الاسلاميين واذا اردت القضاء علي التياء الديني فاطلق يد اليساريين " ولكن عبقرية السلطة في مصر انها ادرت فشل هذه اللعبة لان المصري متدين بطبعه لذا فهو دائما ما يتعاط مع كل ما هو ديني فلعب السلطة بمهارة علي هذا الوتر لمقاومة التيار الديني السياسي للاخوان المسلمين .

كل يوم يمر يذداد الخطر وينتشر في مصر هذا المنهج السلفي الذي دعا اليه هولاء الدعاة الذين يطلون علينا من تلك القناة التي تأخذك الي الجنة وغيرها _ ملحوظة لم يرد في القران او السنة ان مشاهدة قناة الناس تعتبر من الطرق المؤدية الي الجنة _ ونظرة واحدة الي الشوارع الان تجعل تستشعر الخطر القادم والمحدق بنا خطر هذه المرة يحمل اسم الدين ويتشح بوشاحه ويذيل بتوقيع امراء الوهابيه في السعودية كابن الباز وابن عثيمين وسواهم , وللحديث بقية طالما في العمر بقية .
- تدوينة اخري للفنان اشرف حمدي حول نفس الموضوع في مدونته . للقراءة اضغط هنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق