الجمعة، 19 يوليو 2013

ملاحظات عل هامش 30 يونيو (1)

- كــــــــــــــــــــل الطرق تؤدي إلي الهاوية كان هذا باختصار حال مصر يوم 29 يونيو 2013 درجة الغضب الشعبي ضد الرئيس المخلوع محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بلغت حدا غير مسبوق الاشتباكات التي وقعت خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو وسقط خلالها ضحايا كانت تعطي مثالا مصغرا لما نحن مقبلون عليه لا احد يسمع لا احد يفكر الجميع يسعي لتدمير الجميع وكان شعارهم فلتزار العاصفة ما عاد لنا شيء نبك عليه .
- كان النجاح الذي لاقته حملة تمرد ملفتا للنظر ومدعاة للتأمل الفكرة البسيطة التي طرحها عددا من الشباب توقع استمارة لسحب الثقة من النظام والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة فكرة سلمية تمام فلن يستطيع مكتب الإرشاد وصف مؤيديها بالبلطجيه المستأجرين وتنادي بمطلب ديمقراطي تماما متعارف عليه في الأنظمة الديمقراطية الانتخابات الرئاسية المبكرة لاقت الفكرة قبولا لدي قطاعات عريضة من الشعب شاركت فيها كغيري وان - للأمانة - لم أتوقع لها كل هذا النجاح ولكني كنت أتلقي اتصالات من مواطنين عاديين جدا أسلوب حياتهم ابعد ما يكون عن الاهتمام بالسياسة يطلبون مني الحضور لاستلام استمارات موقعة قاموا بجمعها من عائلاتهم وجيرانهم حرفيين وموظفين وأصحاب محلات صغيرة في قري ومدن منطقة توصف دائما بالخمول السياسي – صعيد مصر – كمية الحشد غير العادية والتعبئة أخبرتني أن ما سيحدث سيكون مختلفا .
- بلغ المواطن البسيط حالة غير مسبوقة من الضيق أزمات تحاصره في كل مكان أزمة بنزين أزمة كهرباء انفلات امني ارتفاع جنوني في أسعار كل شيء تقريبا تستطيع أن تتحدث لقرن من الزمان عن شرعية الصناديق واحترام قواعد الانتخابات ولكن المواطن الذي فقط طفله الرضيع في احد الحضانات نتيجة لتوقف الأجهزة التي تمده بالحياة فور انقطاع التيار الكهربائي الذي سيدوم لساعات لا يعلمها إلا الله وحده لن يستمع لك ’ المواطن الذي يقف لساعات في طوابير البنزين التي لا نهاية لها وفي النهاية سيعود لبيته كاسف البال وقد فرغت محطة الوقود من البنزين قبل ان يأتي دوره هذا المواطن سينزل إلي الشارع ربما لأول مرة في حياته للثورة علي هذا النظام الفاشل ... يقولون أن هذه الأزمات مفتعلة من أرباب النظام السابق وبلطجيته فان صدقوا فكان لابد لنا من الثورة علي هذا النظام الذي تركنا فريسة لمجموعة من البلطجية واللصوص ليحيلوا حياتنا إلي جحيم لا يطاق وان كانت هذه الأزمات مجرد نتيجة طبيعية لتخبط حكومة القنديل في الإدارة وغباء سياستها فالثورة علي الأغبياء أمرا حتميا .
- نظام الاخوان المسلمين لم يترك مؤسسة أو تنظيما إلا واستعداها _ اللهم إلا التنظيمات الإرهابية التي نالت في عهدهم عفو رئاسي – ولطالما تساءلت في نفسي عن الغرور البشري الذي يمكن أن يؤدي بصاحبه الي التهلكة أليس فيهم رجل واحد رشيد يخبرهم أن من يستعدي الجميع يخسر لا احد ينتصر ضد دولة بكاملها إن اتحدت ضده كيف يتوقعون النصر وهم يفتحون معركة علي كل الجبهات بلا استثناء معركة شرسة مع المعارضة السياسية بسعيهم المحموم للتمكين واخونة الدولة وإقصاء باقي الأطياف السياسية ومعركة مع القضاء المصري الذي اتهموه بالفساد وأهانوه مرارا وحاصروا اعلي الهيئات القضائية في البلاد .. معركة مع المثقفين قوة مصر الناعمة والعمل علي استفزازهم والتنكيل بهم في اعتصامهم أمام بيت وزير الثقافة المتآخون .. معركة شرسة مع الإعلام الذي لم يألوا جهدا في استعدائه  وانهالوا عليه شتما وتقريعا بالإضافة إلي مئات البلاغات والتهديدات ضد الإعلاميين والتهديد بغلق القنوات الفضائية فبالله عليكم كيف تنتظرون ممن نصبتوه خصما لكم أن يكون محايدا الم يخبركم احد عن تلك الحكمة القديمة ( لا تستعدي إعلاميا قط ) هم لم يستعدوا إعلاميا واحدا بل استعدوا كل الإعلاميين اللي خلقهم ربنا إلا  الأخ خميس نجم نجوم قناة مصر 25 الإخوانية .
- دولة الإخوان المسلمين فشلت بامتياز في تحقيق الأمن للمواطن وفشلت في السيطرة علي الأجهزة الأمنية رغم محاولاتها المستميتة كانت ذروة النجاح هو إقالتهم لوزير الداخلية الذي امتنع عن ضرب المتظاهرين إمام قصر الاتحادية وتعيين أخر قام بتأمين مكتب الإرشاد في المقطم بجحافل جرارة من جنود الأمن المركزي أن تقيل وزير شيء وان تتحكم في عقيدة الأجهزة الأمنية شيئا آخر يعرف الجميع أن الإخوان لم يك صادقين في تغيير ثقافة الأجهزة الأمنية في مصر أو تطهيرها فقط أرادوا أن تلتحي بلحيتهم وترتدي ثوبهم قوبل هذا برفض واسع من قبل الصف الثاني والثالث وشباب ضباط الشرطة الذين تربوا علي أن الإخوان والجماعات الإسلامية المتشددة هي العدو الطبيعي لهم ودارت بين الاثنين معارك دموية طاحنة في التسعينات وشعر ضباط الشرطة بالحنق فكيف يأتي ألإخواني الذي كانوا يجلسوه علي زجاجات المياه الغازية اليوم ويعطيهم تعليمات وتطلب منهم قيادتهم السمع والطاعة ... اغتيال النقيب أبو شقرة في سيناء واختطاف الجنود المصريين وتكبيل حركة الأجهزة الأمنية في التعامل مع المجرمين الذين نفذوا هذه العمليات كانت كلمة النهاية في لعبة القط والفأر التي مارستها دولة الإخوان مع الأجهزة الأمنية طوال فترة حكمهم فبدأ واضحا أن الشرطة لن تكون عصا النظام هذه المرة ليس لتغير في عقيدتها العفنة لا سمح الله ولكن لأسباب أخري  .
- بدء شيوخ الفتنة والإرهابيين المتقاعدين حملات تهديد لكل طوائف هذا الشعب ما بين مسيرات بالسلاح في مدن وقري الصعيد إلي منشورات تهديد صريح للأقباط توزع بالمساجد بعد صلاة الجمعة 28 يونيو إلي برامجهم التي كانت دينية ثم أصبحت منابر طائفية تبث سموها ونشوزها للناس عبر الأقمار الصناعية وتحشدهم في المعركة الفاصلة مع العلمانيين والكفار والنصارى وتدعوهم للاستشهاد دعما للإسلام المتمثل في شخص محمد مرسي بل وصل السفه ببعضهم أن ادعي أن الإسلام سيسقط أذا سقط محمد مرسي !!!
- الحشد غير المسبوق ليوم 30 يونيو أصابني بالقلق الجميع يعلن التعبئة ويحشد أقصي طاقاته للمعركة الفاصلة وبدأت لعبة الأسئلة اللعينة تلعب برأسي ماذا لو كان الحشد اقل من المتوقع ؟ ماذا لو استخدم الإخوان العنف لقمع هذه التظاهرات؟ كم سندفع ثمن إسقاط هذه النظام الفاشي ؟ كم سنصمد في الشوارع في وجه ميليشيات الإخوان المسلمين ؟ الجيش ماذا سيكون رد فعله ؟ كان التصرف الوحيد الممكن ساعتها أن نمضي في طريقنا وليقضي الله أمرا كان مفعولا .

0 التعليقات:

إرسال تعليق