الاثنين، 23 مايو 2011

عسكر يعسكر فهو عسكري

حقيقتا لا اعرف من اين ابدا فحديثنا اليوم يثير في انفسنا شجون ما اقساها .... لطالما طرحت علي نفسي عدة اسئلة منذ ان ظهر الجيش علي الساحة يوم 28 ينايراولها كان هل المجلس العسكري مع الثورة ؟؟  وكانت الاجابة قاطعة وسريعة بدون تفكير لا .. لا والف لا والدلائل والمؤشرات كثيرة ومتعددة لذوي الابصار قادني هذا السؤال الي اخر اكثر صعوبة .. لصالح من يعمل المجلس العسكري الان ؟؟ ايعمل لصالح البلاد التي يتحدث دائما عن مصالحها العليا ؟؟ ام يعمل لامر ما في نفس يعقوب.... لن اقدم لك اجابة هذا السؤال فقد اكون انا نفسي اخشي اجابته ولكن ما سافعله هو مراجعة سريعة لمواقف المجلس العسكري من قبل ثورة يناير وحتي الان عسي ان تجد في كلامي اجابة شافيه لهذا السؤال .
1- مرحلة ما قبل 25 يناير :
ضاق الحال بالمواطن البسيط وعانت البلاد من فقر وفساد وظلم وفوضي لم تشهد لها مثيل في تاريخها المعاصر ولانهم علمونا في مدارسهم ان الثورات الشعبية وهم كبير وان الثورة الوحيدة القابلة للنجاح هي ثورة يقودها الجيش فقد تطلع المصريين الي الجيش عسي ان يجدوا فيه الخلاص مما هم فيه سنة فاثنين فسنين ولا حياة لمن تنادي ... لقد اقسموا هولاء الضباط جميعا علي حماية هذا البلد ولكنهم اقسموا اولا علي الطاعة والولاء ورد النظام السابق لهم الجميل فاغدق عليهم العطاء والغطاء واصبح كل ما يمس احد قادة الجيش هو امر سيادي اي انه اعطاءهم ضوء اخضر في فعل اي شئ ولا تخافوا  ( مهي بلدهم يا عم ) علي حد التعبير العامي الدارج .... كانت قيادات  الجيش مشاركا ولا اقول حارسا لكل ما حدث طول العهود الماضية .
2- الايام الاولي للثورة  :
- نشر الجيش الياته وقواته حول ميدان التحرير بدأ من يوم 28 يناير واصدرا بيانات عدة فحواها انه لن يتعرض للشباب المتظاهرين وانه نزل الي الشوارع لحفظ الامن وتامين المباني الحكومية .... يعرف كل من كان بالتحرير في الايام الاولي للثورة كم المضايقات التي كان يتعرض لها الداخلين الي الميدان من الشباب والتي وصلت في عديد من الاحيان للاعتداء اللفظي والجسدي عليهم فضلا عن الاعتقال لعدة ايام كما حدث مع العديد من النشطاء مثل كريم عامر وسمير عشرة ومايكل نبيل وغيرهم .
- يوم 2 فبراير وبعد خطاب المخلوع الذي وعد فيه بالاصلاحات انطلقت مجموعات من البطجية لتهاجم المعتصمين الابرياء العزل بميدان التحرير وانهالت عليهم قذائف المولوتوف والحجارة بكثافة خيالية ... دعك طبعا من رصاصات القناصة التي كانت تحصدهم حصدا كل هذا في حراسة دبابات الجيش والتي اكتفت بغلق ابراجها وسط توسلات الشباب لهم للتدخل والتي قوبلت بكل غطرسة وبرود وكان رد احد الضباط المرابطين عند طلعت حرب علي الشباب حينما استنجدوا به : اللي خايف يروح , ثم وصلت قافلة البغال والجمال و بدات موقعة الجمل الشهيرة وطبعا لم يسال احدنا نفسه وقتها كيف تحركت هذه القافلة من نزلة السمان بالجيزة الي قلب القاهرة دون ان ترصدها قوات الجيش المنتشرة بطول العاصمة دعك طبعا من موقف المتفرج الذي التزمت به القوات الموجودة عند المتحف وعند عبدالمنعم رياض   ولاننا شعب طيب ويمتلك ذاكرة اسوء من ذاكرة السمك فقد نسينا كل هذا وقبلنا صاغرين ان يحكمنا من لم يكن امينا علي اخوتنا في التحرير فسقط منهم في هذا اليوم وحده 1500 شاب مصري ما بين شهيد وجريح .
- يوم 3 فبراير قامت قوات الشرطة العسكرية بمهاجمة مركزي هشام مبارك للقانون للقانون والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والقبض علي النشطاء المتوجدين هناك ومن بينهم ممثلي منظمة العفو الدولية وكان بانتظارهم اسفل العمارة حشد م البلطجية فمن افلت من القبض عليه تم تسليمه للبلطجيه وفي نفس الوقت كان مركز النديم يتعرض لحصار البلطجية لمنع دخول المركز او الخروج منه ذلك ان المراكز الثلاثة لعبوا دورا هاما في تقديم يد العون القانوني والطبي لشباب الثورة ومصابين ميدان التحرير ... حشد البلطجية اسلوب قديم لامن الدولة وهجوم الشرطة العسكرية في نفس الوقت يدل علي التنسيق الواضح بين الاثنين .
- القى الجيش القبض علي عدد كبير من شباب الثورة كان اغلبهم يخرج بعد عدة ايام ليحكي لنا اهولا راها علي يد الشرطة العسكرية في سجن الهايكست او السجن الحربي اومعسكرات الامن المركزي التي كان يديرها الجيش واماكن اخري ومنهم من تم محاكمته بتهمة البلطجة وحكم عليه بالسجن فعلا .
3- ما بعد التنحي  :
في هذه المرحلة نصب المجلس العسكري نفسه قائدا انتقاليا للبلاد وزعم انه يمثل مصالح الثورة والثوار ولكن بمراجعة بسيطة لسياسياته طوال هذه الفترة نكشف زيف هذا تماما واليكم بعد المؤشرات علي ما اقول :
-  الاعتداءات المستمرة واللانسانية علي شباب الثورة في التحرير وغيره وفضائح سلخانة المتحف المصري التي تديرها الشرطة العسكرية وما جري للفتيات من كشوف عذرية في امتهان قذر لكرامتهم في ابشع صورة للحكم العسكري العنيف المتعنت .
- الابقاء علي اذناب نظام مبارك وحمايتهم :  ارتضينا نحن بالجيش كقائد للبلاد في المرحلة الانتقالية وارتضي هو علي نفسه الاستعانة بوزارة من رجال مبارك الاوفياء علي راسهم الفريق احمد شفيق مع لفيف من الوزراء سيئ السمعة كابو الغيط ومرعي ومحمود وجدي الخ ومع الضغط الشعبي  اضطر للاستغناء عنهم الا ان رجال مبارك كانوا ما يزالون يشغلون معظم الاماكن القيادية في هذه البلد وكان الشباب يخوضون معركة تلو الاخري من مؤسسة لاخري لاقالة كل مسئول علي حدة من سامي عبدالعزيز بكلية الاعلام الي رئيس مطلحة الطب الشرعي الي قيادات الجرائد القومية الي المحافظين الذين لا نعلم من اين جاءوا بهم دعك طبعا من الاصرار علي الاحتفاظ بقيادات بعينها كعبداللطيف المناوي رئيس قطاع الاخبار الذي اذكم الانفوف برائحة فساده وتحريضه علي الثوار وتحت ضربات الضغط الشعبي سمح له الجيش بالهروب بدلا من القبض عليه وتقديمه للمحاكمة حيث كان مطلوبا في قضايا فساد مالي واهدار مال عام وتحريض ضد المتظاهرين .
-  التباطؤ في محاكمة الرئيس المخلوع ورجاله : منذ خطاب التنحي والشعب يغلي طالبا القصاص من المجرمين وعلي راسهم مبارك ولكن الجيش صم اذنيه عن اصوات المصريين وخرج الناس للميادين مرة اخري وتم تقديم مبارك ورجاله للمحاكمة ولكن متي ؟؟ بعد ان انتهوا من ترتيب اوراقهم واخفاء ادلة ادانتهم حتي ان المخلوع خرج علينا في تسجيل صوتي ليخرج لنا لسانه قائلا فتشني فتش الشهيرة وعلي المتضرر اللجوء الي اي حتة !!!!!!!!!!! دعك طبعا من التباطؤ الشديد في قضايا قتل الشهداء المتهم فيها المخلوع والاكتفاء بالتحقيقات في قضايا الفساد المالي ... كل هذا والشعب صامت يستعين بالصبر في مواجهة قرارات المجلس العسكري حتي خرجت الينا منذ ايام بالونة اختبار جديدة ماذا لو تنازل المخلوع عن امواله هل نعفو عنه ؟؟؟ هو كان سالفهم يا ولاد الكلب ... نعم لقد فاق صبرنا عليكم كل الحدود سيقول الشعب كلمته ان شاء الله يوم 27 مايو يوم ثورة الغضب الثانية .
- الفتن الطائفية والفوضي الامنية : قالها مبارك انا او الفوضي ويبدوا ان المجلس العسكري يطبق هذه السياسة بحرفية الان لن اتحدث عن غياب الامن وخيانة الشرطة للامانة والوجود الوهمي في الشوارع ولكن ما يهمني لماذا يصمت المجلس العسكري علي كل هذا ؟؟؟ اعن ضعف ام عن اتفاق مسبق ؟؟؟؟ وشهدنا طوال الفترة الماضية عدد من الاحداث الطائفية تمت جميعها تحت سمع وبصر قوات الشرطة والجيش واحداث امبابة خير دليل لقد اطلق المجلس العسكري بتغاضيه وصمته يد الجماعات الوهابية في الشارع المصري لتذكر الجميع بايام التسعينات السوداء وخرج البعض مبررا ما حدث بالفتنة المدبرة واستغلال ضعف التواجد الامني امام دور العبادة وكلها لا تنفي مسئولية المجلس العسكري عما حدث .
- المحاكمات العسكرية للمدنين : كنا ايام مبارك نشجب تحويل المدنيين للمحاكم العسكرية التي تفتقد لابسط ضمانات المحكمة العادلة واذا بنا بعد ان قمنا بثورة- او هكذا ظننا - نجد انفسنا امام عدد من المدنيين تم محاكمتهم عسكريا في 3 شهور يفوق من حاكمهم مبارك عسكريا في 30 عاما والتهمة الجاهزة للجميع هي البلطجة ... شباب الاقباض المعترضين علي حرق كنيستهم بلطجية العمال المضربين عن العمل للمطالبة بحقوقهم بلطجية النشطاء والثوار بلطجية الشباب المتظاهرين حول السفارة الاسرائيلية بلطجية ... اما البلطجية الحقيقيون الذين يروعون الامنيين فهم طلقاء يشيعون في ارضنا الفوضي ويروعون المواطنين المسالمين اما قتلة الشهداء ورموز الافساد والفساد فهم في بورتو طرة يحاكمون امام قاضيهم الطبيعي وشباب الثورة يلقي في السجن الحربي بقرار قاضي عسكري محروما من ابسط حقوقه وهي الدفاع عن نفسه . 
وبعد كل هذا تري هل ماذال السؤال معلقا هل عرفت الان لصالح من يعمل المجلس العسكري ام انك تحتاج لدليل اكثر دموغا مثل ان تتعرض اختك لكشف عزريه علي ايدي رجل وبحضور جمهور من الجنود ام ان يتم سجن اخيك لخمس سنوات بتهمة باطلة دون ان يملك حتي حق الدفاع عن نفسه ام ان يحرق دار عبادتك امام عينك ام ان تري من قتلك اخيك او ابنك ينعم برغد العيش حرا وانت تاكل نيران الحسرة قلبك ؟؟؟ الكلمة الاخير لك وليس لي فانت فقط من يستطيع وضع نهاية لهذه اللعبة السخفية ... ثورتنا مستمرة وننتظرك معنا يوم 27 مايو بميدان التحرير لتعلن معنا ان ثورتنا لم تمت .

0 التعليقات:

إرسال تعليق