- فضلت النزول يوم 30 يونيو بمحافظتي سوهاج عن السفر للقاهرة كانت نظريتي أن رسالتنا التي يجب أن تصل اليوم أن مصر من أسوان للإسكندرية ترفض دولة الإخوان المسلمين وليس فقط القاهرة ,تواجدت بالشارع بوقت مبكر كعادتي وقت التظاهرات ورغم حرارة الجو الواضحة إلا أن الأعداد كانت جيدة جدا بالنسبة لسوهاج وفور ان انكسرت حدت الجو انضمت إلينا أعداد أخري لم يتوقعها إي منا وأدركت أن انتفاض المحافظة التي طالما وصفت بالخمول والسلبية بهذا الشكل يدل ان اليوم لن ينتهي كسابقه كان عددنا يقارب الثلاثين ألفا بعد انضمام المسيرات القادمة من أحياء مدينة سواء إلينا... هي اكبر مظاهرة شاهدتها سوهاج في تاريخها ومن يدعي غير ذلك كاذب ... اختلست دقائق تركت فيها المظاهرة وذهب لأحد الكافيهات القريبة من ميدان الثقافة لأطمئن علي مجريات الأحداث من شاشة التلفاز وهالني الأعداد التي رايتها... أدركت اليوم أن نظام الإخوان سقط إن هي إلا مسألة وقت ولعبة عض الأصابع الشهيرة وبالطبع لن تصرخ هذه الملايين الغفيرة أولا .
- تواجدت الشرطة بالشارع ورأيت قيادات مديرية امن سوهاج وقد اعدوا لهم متكئا بالقرب من مكان اعتصامنا أمام ديوان محافظة سوهاج وتلوح في أعينهم نظرات الرضا والحبور ... حينا تصلنا إشاعة عن هجوم وشيك لميليشيات الإخوان علي اعتصامنا كانت قوات الأمن تتأهب للدفاع عن الاعتصام !!! لم اعتد في حياتي أن آتي عملا ما يواجه بنظرات رضا من ضباط الشرطة لعنة الله علي من جمعنا خندق واحد مع من تلوثت أيديهم بدماء رفاقنا الشهداء , ما يهمني قوله هل كان دفاع قوات الشرطة عنا انحياز ؟ الإجابة هي لا إن حماية المظاهرات والاعتصام السلمية حق لنا علينا ومن صميم عملهم كونهم المكلفين بحماية امن وسلامة المواطنين ويا تري لو كان مؤيدي الرئيس المخلوع سلميين وملائكة يعرفون الله ومبادئ دينه الحنيف هل كنا سنحتاج لحماية الشرطة أو غيرها ؟
- يدعي الكاذبون ان من خرج في انتفاضة 30 يوليو هم فلول نظام مبارك !! ولو يملك مبارك كل هذه الملايين أكان سقط أيها الأغبياء ولكن هل يعني هذا ان الفلول لم يدعموا انتفاضة 30 يونيو بشكل ما ابو بأخر ؟ الحقيقية هي أنهم تواجدوا كغيرهم من المصريين ولم يكونوا أبدا أغلبية في أي من المظاهرات التي خرجت ضد نظام الإخوان المسلمين منذ ديسمبر 2012 وحتي سقوطهم لم يضعف هذا من موقفنا كل منا له دافع مختلف للنزول يوم 30 يونيو ولا يعيبني إطلاقا ان من كان بجواري شخص كان يؤيد مبارك .. كنا نعرف طريقنا جيدا مؤمنين به منذ 25 يناير وحتي ألان وقفنا مع الإخوان مرة ضد مبارك ثم وقفنا وحدنا ضد العسكر والإخوان وألان انقلبت الآية علي رؤؤس الظالمين بفعلهم وليس عن تخطيط منا .
- مر يوم واثنين ولا تراجع عن المطالب ... سقط شهداء في مختلف محافظات الجمهورية تمكن المتظاهرون بعد سقوط أربعة عشر شهيدا من اقتحام مقر جماعة الإخوان في المقطم وقدس أقداسهم بدأ واضحا للجميع انه لا تراجع عن إزاحة الجماعة عن حكم مصر علي الجانب الآخر بدأت الجماعة تخرج أقذر من لديها وتشعل فتيل العنف هنا وهناك وجاءت لحظة الحسم من قبل القوات المسلحة التي استجابت لمطالب الشعب وأعلنت خلع هذه السلطة الغاشمة وتسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا ... انشغل الجميع بالجدال حول ماهية ما حدث هل هو انقلاب ام ثورة ؟ الحق أقول لك فلتذهب تنظيراتهم إلي الجحيم لا يهمني أن كنت تعربها ثورة شعبية أم انقلاب عسكري ما اعرفه يقينا أن تدخل الجيش جنب البلاد الدخول في حلقة مفرغة من العنف وعدم الاستقرار... من السهل أن تتشدق باحترام الديمقراطية ونتائج الانتخابات وأنت تجلس في أستوديو تحليلي مكيف الهواء في احد العواصم العربية أما أن تتواجد بالشارع وتواجه مليشيات إرهابية مسلحة خرجت تستهدف تصفيتك ورفاقك فذلك أمر آخر ..ما اعرفه أن مصر لم تك لتحتمل عاما آخر من الفشل والتمكين للأهل والعشيرة والعبث بمقدراتها وفقا لأجندة ابعد ما تكون عن الوطنية ومثلما جنب ثورة 25 يناير الوطن ثورة أخري يقودها الجياع والعراة فقط كانت ستتأخر قليلا فان ثورة 30 يونيو جنبت الوطن حرب أهلية أو حرب تطهير عرقي يجريها شعب لأول مرة ضد جماعات سياسية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق