بقلم د. أيمن الجندى - جريدة المصري اليوم
أحمدُ ربى على لطفه الخفىّ والجلىّ، وأهنئ نفسى وكل عشاق أدب أحمد خالد توفيق أن كتب الله له النجاة
■ ■ ■
شهادتى مجروحة فى الدكتور أحمد خالد توفيق، كونه صديق العمر الذى لم نفترق منذ أن كنا غلمانا فى الثالثة عشرة. لكن مبيعات الكتب لا تكذب، تقول إن قرّاءه بمئات الألوف، كلهم فى السن الحلوة، سن الشباب
أحمد خالد توفيق، أستاذ بطب طنطا، ورائد أدب الرعب فى اللغة العربية. ابتكر سلاسل ما وراء الطبيعة وسفارى وفانتازيا، بالإضافة لكتابته المنتظمة فى جريدة «الدستور»
■ ■ ■
لن أتحدث أكثر عن أحمد خالد الأديب، فعشاقه يعرفونه أكثر منى، ولكنى سأكتب عن أحمد خالد توفيق الإنسان، خليط الموهبة والتهذيب والأدب الحسن والذوق السليم
إنسان دمث، مهذب، خجول، متواضع، محبوب من الجميع. أقول هذا الكلام بمناسبة نجاته - بحمدالله - من موت محقق. لو عرفت ما حدث له، لشعرت أنك فى واحدة من روايات الرعب التى يجيد كتابتها لولا لطف اللطيف
هو يجمع الأمراض كنوع من الهواية، يحرق أطنانا من التبغ، ويعانى من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط. من المشاهد المعتادة أن تشاهده والدم يسيل من أنفه، ويندهش جدا إذا أبديت هلعك! هذه فكرته عن الاستمتاع بالحياة! الجديد أنه سقط فاقد النطق والنبض والتنفس وسط هلع أسرته ليفيق بعد قليل
لو كان إنساناً عادياً لذهب إلى أقرب مستشفى مولولا، لكن من قال إن أدباء الرعب بشر عاديون! لقد أصر على أن يأخذ «تعسيلة» أولا، وبالفعل نام ساعتين!!. بعدها ذهب إلى عيادة أستاذ القلب د. أيمن السعيد، وهنا يأتى تقدير اللطيف الرحيم
بخجله المعتاد، لم يعلن عن شخصيته فى العيادة، ولا حاول أن يتخطى المرضى، لولا أن الطبيب تصادف أن شاهده فى شاشة المراقبة بمحض المصادفة فأدخله على الفور. بمجرد أن رقد على سرير الكشف، إذ به يصاب بسكتة قلبية فى الحال
لو كان قد تأخر دقائق، أو لم يكن الطبيب قد لمحه وهو يدخل العيادة، لنفذ قضاء الله. لكن الدكتور قام بإنعاشه فاستجاب القلب وعاد إلى الخفقان. بعدها بدقائق عاودته السكتة القلبية فاضطر إلى استخدام جهاز الصدمات الكهربائية. وهنا محل العناية الإلهية، هل تتخيل أن هذا الجهاز جاء إلى العيادة منذ قليل؟!ـ
لن أطيل عليكم فى مسلسل الرعب. شكرا لقسمى أمراض القلب فى جامعتى طنطا وعين شمس على عنايتهما الكريمة بأديب أدخل السرور على قلوب الملايين. وهكذا، ثبت للمرة الألف أننا لسنا وحدنا فى الكون، وأن هناك خلف الكون الأصمّ من يعبأ بنا ويصغى لنا ويستجيب لدعائنا. هكذا ثبت للمرة الألف أن عناية الله ورحمته مع البسطاء الودعاء، الذين يمشون على الأرض هونا، ويعطفون على الضعفاء والمساكين
■ ■ ■
مرحباً بعودة الدكتور أحمد خالد توفيق إلى الحياة، بعد واحد من أنجح أفلام الرعب وأكثرها تشويقا. والحمد لله رب العالمين